الراي نيوز - افتتحت اليوم الثلاثاء في الجامعة الأردنية أعمال المشروع الختامي لبرنامج الدبلوم المهني في العلاج بالفنون المُوطّن في كلية الفنون والتصميم، والذي استمر لثلاث سنوات ونصف.
وقال مندوب وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي أمين عام الوزارة الدكتور مأمون الدبعي "إننا نشهد معًا المؤتمر الختامي لمشروع العلاج بالفن (HEALING) المعني بتطوير دبلومات متعددة في العلاج بالفنون في التعليم الصحي في الأردن وتونس، والذي يأتي في إطار تنفيذ أهداف الخُطة المعنية بتطوير التعليم العالي، وتحقيق التقدم والابتكار في مجال الرعاية الصحية وتعظيم الاستفادة من الموارد وبناء رأس مال بشريّ، وتمكين الطلاب المُبدعين".
وأضاف أن هذا المشروع يعكس التزام كل من وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في الأردن بتطوير نظام تعليمي متقدم يلبي احتياجات الطلبة والمجتمع، حيث يتطلب فهمنا للتعليم اليوم نهجًا شاملًا ينظر إلى الجوانب العقلية والجسدية والعاطفية للطلاب، والذي سيخدم المجتمع بدوره، لافتًا إلى أنّ العلاج بالفن يعتبر أداة قوية لتعزيز الصحة العقلية والعاطفية وتعزيز التوازن الشخصي، وذلك من خلال تطوير الدبلومات التدريبية والاحترافية في هذا المجال بهدف تمكين الكوادر التعليمية والمهنية من تبني وتوجيه هذه الأساليب في تعليمهم وعملهم.
وختم قائلا "إن العمل والتعاون المشترك بين وزارة التعليم العالي والمؤسسات التعليمية العالية من جهة، ومكتب إيراسموس بلس الوطني من جهة أخرى، أمر ذو أهمية بالغة في تحقيق الأهداف الوطنية وتنمية الموارد البشرية، حيث يعتبر العمل الجماعي بين هذه الجهات آلية فعالة للتطوير والتحسين المستمر للتعليم العالي في الأردن، إذ يسهم التعاون في تطوير المناهج الدراسية، وتنفيذ برامج تدريبية تتوافق مع احتياجات سوق العمل والتطلعات الوطنية. وبهذا الشكل، يجري تأهيل الكوادر البشرية بمهارات ومعرفة تساهم في تعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق رفاهية المواطنين"، مؤكّدًا كذلك على أن هذا التعاون القوي والمستمر يعكس التزامنا المشترك بتحقيق الأهداف الوطنية وتطوير المجتمع بشكل شامل ومستدام.
بدوره، أكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات أن هذا المشروع المعنيّ بتطوير دبلومات متعددة في العلاج بالفنون في التعليم الصحيّ في البلدين الشقيقين: الأردنّ وتونس جاء لتعزيز التفكير الناقد والابتكار في مجال الصحة، لتمكين الأساتذة والطلبة، عبر تطويع الفنون لغايات التعلّم، أن يُوحّدوا القضايا الصحية المعقدة.
وأشار إلى أن الموسيقى أصبحت جزءًا من التعليم الطبي والمعالجات الطبية الجسدية للوصول إلى مستويات من العلاج تلزمنا أن نجد طرقًا جديدة للعلاج بعيدة عن الأدوية التي لها أعراض جانبية مؤذية.
وبين عبيدات أنه لكونه طبيبًا، فهو يؤمن بأن العلاج بالفن لا آثار جانبية له كما الأدوية، وأنّ هذا التطور في التعليم دليل على التغيير الكبير في منظومة التعليم الجامعي والمجتمع الأكاديمي والتغير في الحياة، مشيرًا أنّه لا بد من طرح برامج أكاديمية تواكب التغيير العالمي، إذ أدركت الجامعات اليوم أهميّة عليها التغيير.
وبين مدير مكتب إيراسموس بلس الوطني في الأردن الدكتور أحمد أبو الهيجاء أن الاتحاد الاوروبي يتجاوب بشكل مستمر للتحديات العالمية، ويعكس اهتمامه بقضايا العصر من خلال برامجه المختلفة ومنها برنامج إيراسموس بلس.
وقال إن البرنامج يعتبر من أهم أدوات الاستجابة لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، وأداة مهمة لتطوير التعليم العالي وتبادل الخبرات بين الجامعات الأردنية ونظيراتها الأوروبية، ومن هذا المنطلق علينا استغلال الدعم المقدم من البرنامج لتحسين وتطوير التعليم وأساليبه في الأردن.
وأكد مدير المشروع الدكتور أحمد السلايمة أن المشروع المدعوم من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج إيراسموس بلس، يُدار من قبل الجامعة الأردنية بالتعاون مع 14 شريكًا من الجامعات الأردنية والأوروبية والتونسية منذ ثلاث سنوات ونصف.
وأشار إلى أن مشروع العلاج بالفنون جاء بهدف تعزيز وتحسين جودة التعليم في البلدان الشريكة من خلال دمج مفهوم العلاج بالفن في العلمية التعليمية وتعزيزه بشكل أكبر، وذلك من خلال برامج أكاديمية في مجال الـ"Art Therapy"، كالدبلومات التدريبية والدبلومات الاحترافية وبرنامج الماجستير في العلاج بالموسيقى في الجامعات الأردنية والتونسية الشريكة في المشروع، إضافة إلى إدماج المساقات المستحدثة في التعليم العالي في الجامعات في برامج البكالوريوس والماجستير في كليات الفنون والتمريض والعلوم والتأهيل والطب في الجامعات الشريكة في الأردن وتونس.
ولفت السلايمة إلى أنه، من خلال المشروع، جرى استحداث برنامج الدبلوم الاحترافي في العلاج بالفنون في الجامعة الأردنية، بواقع دفعتين من الطلاب خلال العامين الأكاديميّين 2021/2022 و2022/2023، واستحداث 6 دبلومات تدريبية في العلاج بالفنون في الجامعات الشريكة في الأردن وتونس بواقع دفعتين في كل جامعة، واستحداث تخصص ماجستير في جامعة سوسة معني بالعلاج باستخدام الموسيقى بواقع دفعتين، وتصميم وتطوير ما يفوق الـ60 مساقًا وفقًا لأساليب التدريس الحديثة، وإنشاء 8 مراكز للعلاج بالفنون، وتجهيز قاعات صفية ذكية في الجامعات الأردنية التونسية، وإنشاء منصة تعليمية إلكترونية، وقناة يوتيوب تخدم جميع الشركاء.
واشتملت فعاليات اختتام المشروع على ورشات عمل تناولت عرضًا لمشروع العلاج بالفن وأثره على الصحة والتعليم قدمها الدكتور أحمد السلايمة، وأثر العلاج بالفن في مجال علم الأعصاب في التعليم العالي قدمها الدكتور جيوفاني ميرابلا من جامعة بريشيا الإيطالية، وورشة عن العلاج بالموسيقى والصحة قدمها الدكتور وسيم جمعة من جامعة سوسة، كما قدم المدرس غسان أبو لبن من الجامعة الأردنية ورشة عن العلاج بالفن بشكل عام، كما قُدّمت كلمة للخريجين في الدبلوم الاحترافي في العلاج بالفن من الجامعة الأردنية.
وقُدّمت أيضًا عروض مسرحية عن العلاج بالفن، ومعرض لطلبة كلية الفنون والتصميم وطلبة برنامج العلاج بالفن تناولت أهم أعمالهم، إضافة إلى فيديو قصير عن تجربة البرنامج.
وحضر حفل افتتاح المشروع الختامي نواب رئيس الجامعة الأردنية وعدد من عمداء الكليات والطلبة ورؤساء الجامعات الأردنية المشاركة في المشروع.
يشار إلى أنه سيتم استكمال برنامج أعمال المشروع غدا الأربعاء في جامعة اربد الأهلية وبعد غد في الجامعة الأردنية.